 |
جمع وتحقيق ودراسة:د.علي صالح الخلاقي |
الشيخ راجح هيثم بن سبعة
الشيخ راجح هيثم بن سبعة ، رحمة الله تغشاه، فرض نفسه كواحد من أبطال زمانه الأمجاد ودخل سجل التاريخ بمواقفه وأشعاره من أوسع أبوابه..عاش حياة حافلة.. فارس في الشعر ومقدام في سوح الوغى.. ومصلح اجتماعي في مجتمع قبلي تطحنه الفتن والحروب، ورسول للقيم والمثل القبلية والوطنية التي كانت خلاصة تجربة حياته.. واستطاع أن يجذب الناس حوله بشخصيته الكارزيمية، كقائد شجاع وشاعر فذ. ولا غرابة أن اطلقنا عليه "شاعر الحماسة والفخر" فقد اشتهر في شعره ومواقفه بكل ما تعنيه الحماسة من معاني الشدة والشجاعة والمنع والمحاربة، أما في الفخر فلم يفخر أي شاعر يافعي بنفسه، كما فخر راجح، ولم يفخر أحد بحسبه ونسبه كما فعل هو، ولم يفخر أحد بقبيلته وأتباعه كما فعل هو، ولم يفخر أحد مثله بيافع واليافعيين كما فخر هو.. وقلما اجتمعت في شخصية من خصال ومواهب ما كانت لراجح.. فقد كان عقل وقلب قبيلته ولسان حالها وفارسها المغوار وشيخها الجليل، ومبعث فخرها بأمجادها وبطولاتها وانتصاراتها وحامل مشعل قيمها ومثلها النبيلة. وعُرف بمواقفه الوطنية الصلبة ضد الاستعمار والإمامة وفي أشعاره الكثير من الأبيات التي تشهد له بالوعي السياسي المبكر ودعوته لطرد المحتلين، وفي هذا قمة الوطنية المبكرة التي ينبغي أن لا يغفلها من يؤرخ لنضال شعبنا ضد الاستعمار البريطاني. ويكفيه فخراً أنه أثرى حياتنا بما سجله من مواقف وما أنتجه من أشعار تحمل طابع العظمة وصفة الخلود وستتغنى بها الأجيال المتعاقبة وتتخذ منها زاداً ومنهلاً لشحذ الهمم وتحقيق الآمال.
وهذه القصيدة المختارة من (ديوان شَاعِرُ الحَمَاسَة والفَخر- الشيخ راجح هيثم بن سَبْعَة
اليَهَري اليافعي) ، أرسلها الشيخ راجح بن هيثم إلى السلطان صالح بن عمر هرهرة إلى المَحْجَبَة حاضرة السلطنة الهرهرية، وفيها يشيد به وببطولات يافع وردفان وانتصاراتهم في المواجهات ضد قوات الأمام يحيى سنة 1921م.
طلبناك يا عالم جميع السرايري
وعالم بما في الكون ما قدَّره وكان
عسى الله يوفي كُل ما في ضمايري
ولي من سعة جُوده ومن بحره الملان
بمن فضل اسم الحق باطن وظاهري
ومن نزَّل القرآن بالحق والبيان
وصلوا على المختار نور البصايري
وندخل مع رضوان في روضة الجنان
وما الحاج طاف البيت باليوم لزهري
وتم المناسك كُلها وانصب الأذان
ويشفع لنا من لزّة القبر لأدَري
ويوم المحاسب يوم تتلجلج اللسان( )
وليلة يحاسبنا نكيراً ومُنكري
عسى دلّنا عالخير يا كاتب اليمان
ولي كاتبين اثنين بليمن وليسري
وحد يِمْحِي السَّيه وحد يكتب الحسان( )
يقول ابن هيثم ذَرِي سبعي وحِمْيَري
وسلطان بن سلطان من عصر أبو سنان
ومن زام دُقيَانُوس من سُود لا يَرِي
وسلطان حَيْد أَشْيَب وسلطان مَعرَبان( )
وسلطاننا مَولى القرون الجَوَاسري
بيسرح من القَاره وانا اسرح مِن القِرَان( )
وعاد العلم باقي لِشَقِّي ومنصري
سَعيفي وسَيِّيري في الخوف والأمان( )
وكم هوَّشوا طُرَّف وكم هدَّموا قُرَي
وبَيْرَق ومَرْفَع ذي مع الجد من زمان( )
وهدّوا على السدِّه في اليوم لَغْبَري
وظلى عليها طعن حَجْنَا وشنتيان( )
وليلة وقع داعي رَهَاوي وداعري
لما غار من حُمَّه ومن وادي الرِّزَان
ومَن هُو غبي ينشد بعادات لَيْهَري
فلا هُم كما ذي جَوْدته ما تخُذ ثمان
وعَتْبَه على من قال بالكذب واهتري
ومَصْفَى القبايل يوم تترادف الوزان
وردفان با يشهد قطيبي وضمبري
ويشهد عُمر بن سيف ذي ما حمل هوان( )
دحقنا على الثعبان مَولى الجواهري
وذلحين با ندحق على راس يعزفان( )
ومن بعد يا سيّار قم شد ميسري
ومن واد خزناته ريافل وهندوان
(حَمُومَه) حُمِة حيَّات سُوق المجازري
نقوش المحاجي دم واحيان زعفران
وبالطارفه حَادد يزيدي وعامري
وسرمد فِتَنهُم وَيش با يروي الظمان
وبالمَحْجَبَه سلطان همدان هرهري
ويافع بني مالك سَوافع وشَيمران( )
وسَلِّم على صالح بريح الذرايري
وكاذي وماوردي ورَنجَس وضَيْمَران( )
وبعده رجال الحرب وأهل الميازري
جَرَامل وهِرتيِّه وجَاوي وعَيلَمَان( )
ويشهد على ذلك نقيبي وجهوري
وبيت الحريبي خزنة الدوله الزِّيَان( )
ولا صيَّح المكتب وجُرْبِي ومَنْفري
وحَدّي وداوودي ورَيوي وأبو فلان
ومن طَرفة المشرق بلاد الظواهري
ومن حدّها نصبا الكسادي ولا دُبان
ومن حيث بتحُرّ الضّميد الجوابري
بلاد السواحل حيث ما يُلقأ الكِنان( )
وأرض العوالق والجِمَال الدواسري
من ابين وذي ناخب ولمَّـا تصل خُبان
ولا خابروا مِن ذي وقع بالبنادري
ولا ادّي خبر مَنتُوع ما بع صُفي وبان( )
كفى ذا وسامحنا بزايد وقاصري
بَدَعنا وختَّمنا طلاسم وترجمان
وصلوا على المختار نور البصايري
وندخل مع رضوان في روضة الجنان
*****
من (ديوان شَاعِرُ الحَمَاسَة والفَخر- الشيخ راجح هيثم بن سَبْعَة
اليَهَري اليافعي)
جمع وتحقيق ودراسة:د.علي صالح الخلاقيْ.
|