البرامج
مكتبة الصوتيات والمرئيات
كتب ودروس تعليمية
المقالات
مكتبة الصور
الصفحة الرئيسية

آخر تحديث

 

20-3-2021

 

مواضيع للدكتور علي صالح الخلاقي

 من مميزات العمارة اليافعية
عدن..في أشعار الشاعر شائف الخالدي
الشاعر الحكيم الشيخ محمد ناصر بن مجمل
 الشاعر سالم علي المحبوش لمحة عن حياته وأشعاره
العين..ودلالاتها في أمثالنا الشعبية
دَيْن الدَّم في العُرف القبلي
السِّناءة /السِّنَاية
من شعراء يافع- حضرموت
تأثير المهجر الهندي في الشعر وفي اللهجة اليافعية
بين الشاعرين بن شيهون والخالدي وتنبؤاتهما بما آلت إليه
 أبين بلاد المحبة: الشاعر عبدالرب بن ناصر أبوبكر العفيفي
عبدالله بن أسعد اليافعي ومنهجه التاريخي في كتابه  "مرآة الجنان " ج1
عبدالله بن أسعد اليافعي ومنهجه التاريخي في كتابه  "مرآة الجنان " ج2
 الأسلحة التقليدية في الشعر الشعبي:

أهم مدن يافع واهم المواقع الأثرية

بني بكر الهجر خربةهديم صناع ال زبن  

1  مدينة بني بكر : وهي حاضرة مركز الحد ، وتقع في الطرف الشمالي من أراضي يافع وإلى الجنوب من البيضاء ، وغرب مدينة مكيراس ، وهي أكبر مدينة في يافع ، تقع على سهل جبلي مسطح يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 2200 متراً ) تتخلله الأودية الصغيرة التي يزرع فيها القات والـذرة والفاكهة ، وهي مدينة جميلة تتناثر منازلها هنا وهناك ، ومعظم مبانٍ المدينة مبنية بالأحجار وبالنمط اليافعي المشهور

2   مدينة خلاقة : تقع في أراضي قبيلة الخلاقي من قبائل الموسطة في يافع ، وتعتبر ثاني أكبر مدينة بعد مدينة بني بك .

 

د.علي صالح الخلاقي

 

 عدن.

.في أشعار الشاعر شائف الخالدي علي_صالح_الخلاقي:

 الشاعر شائف محمد الخالدي الذي غادر دنيانا في 31ديسمبر1998م، أحب عدن وسكنها وسكنت سويداء قلبه منذ أن وصل إليها من مسقط رأسه يافع في مقتبل شبابه – في أربعينات القرن الماضي- مع عدد من أبناء منطقته للعمل، وفي الوسط العمالي تفتح وعيه الوطني والقومي وتوسعت معارفه ونهل من مختلف الأفكار والثقافات التي كانت تموج بها عدن، لاسيما بعد قيام ثورة مصر الناصرية وتأثيرها الواسع في نمو الوعي التحرري ضد الاستعمار وعملائه. وفي عدن، التي عمل وعاش فيها معظم سنوات عمره، برز الخالدي وتشكل صوته الشعري المميز الرافض للوجود الاستعماري ولكل صنوف الظلم والعسف والاضطهاد، فتعرض للسجن والطرد والنفي من عدن. ويزخر شعره، منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي، بالمواقف والرؤى الوطنية المبكرة التي سيحتاج إليها كل من أراد أن يؤرخ للشعر ودوره في استنهاض الهمم والتحريض ضد المستعمر وضد الأوضاع القبلية المزرية التي شكلت عقبة كأداء أمام تطور المجتمع، حيث جرد سيف بيانه لمواجهة هذا الواقع المتخلف، وبشر بالثورة ونافح عنها، ولو أن أشعاره الوطنية في مراحل النضال والمقاومة نشرت ولقيت الاهتمام من الباحثين والمعنيين لمثلت إضافات رائعة إلى مساحة الشعر الوطني الذي عرفناه لغيره من الشعراء أمثال:

 إدريس حنبلة وعبدالله هادي سبيت ومسرور مبروك وغيرهم. ونجد أن مدينة عدن حاضرة في أشعار الخالدي بكثرة، فقد عاش فيها أجمل سنوات شبابه واستقر فيها للسكن والعمل معظم سنوات عمره ونظم فيها أكثر قصائده ومساجلاته الشعرية،وكانت تتنازع حبه مع مسقط رأسه يافع، وهو ما ينعكس في كثير من قصائده، مثل:

 (متى يا عدن با تفرحي؟)،

 (عادش ياعدن)،

(ما وسعني عدن!) ،

 (عصابة في عدن)،

(باعونا وباعوا عدن) ،

 (مهلا يا كريتر عدن) ،

 (قالوا عدن حُرَّة !) وهذه الأخيرة نظمها على شكل زوامل..كشكل من اشكال النضال والرفض – حينها- للواقع الذي أفرزته حرب 1994م. ولا شك أنه كان يتنبأ فيها بهبة الشعب الجنوبي المباركة في حراكه السلمي ضد ثعالب الفيد الغازية – كما اسماهم- وهي الثورة التي بدأت بعد عقد تقريباً على نبوءة الشاعر. ناهيك عن تغني الشاعر في كثير من أشعاره بعدن، الأرض والإنسان، ورصد وتسجيل ما شهدته من أحداث على مدى حياته الإبداعية، وتأثره الملحوظ باللهجة العدنية. فعقب الحرب، وفيما كان يتجول مع أصدقائه في كريتير، عز عليه (عسكرة) مدينته عدن وهو يشاهد جحافل العسكر والمدنيين القادمين المدججين بالسلاح عقب الاجتياح المشؤم صيف 94م يعبثون بأمنها ويتجولون بالرشاشات في شارعه الأثير (السوق الطويل) الذي لم يألف مثل هذه المناظر الغريبة التي تتعارض مع قيم المجتمع المدني الحضاري الذي تمثله مدينته عدن.. فذكَّر هؤلاء العابثين بأمن وطمأنينة عدن والجنوب كيف كانوا فيما مضى يدخلون بسلام آمنين بعد أن يتركون (جنابيهم) خلفهم في كرش وديعة حتى عودتهم إياباً.. لا أن يدخلوها مدججين بالسلاح ويعبثوا بأمنها وطمأنينتها كما كان حالهم بعد نصرهم الموهوم..

 يقول الخالدي في زوامله التي نظمها عقب حرب 1994م منتقداً تلك السلوكيات الغريبة:

 طالت سُبُلْكُمْ يا الفروخ المُنْتَهِشْ @@ واصبح لكم داخل عدن قاله وقِيْل

 كُنتم تحطُّون الجنابي في كرش @@ واليوم رشاشات بالسوق الطويل

 

 والخالدي شاعر يجهر بقول الحق ويوجه سهام شعره ضد الفساد والفاسدين لا يخاف لومة لائم ، ففي قصيدة قالها في 30/10/1992م يفضح بالاسم سماسرة الأراضي في عدن، وبدء بوادر الصراع بين شركاء الوحدة المتسرعة، يقول:

 

شُكري وسلطان باعونا وباعوا عدن ++  ونصر مهيوب ثالثهم كبير السَّرق

 كل الثلاثه تلاقي شَمّ أبُوهم عَفَنْ  ++  سماسرة سوق سوداء نعتبرهم لزق

 لو جا مواطن بتوجيهات يطلب سكن ++   ما ينظروا لا ملفه أو يشوفوا ورق

 مَسْرَعْ طلع تاجر التجَّار ذي من زمن ++  خبَّاز شُغله بمخبازه وبائع مرق

وذاك ذي كان من سابق يوزع لبن ++  وآخر معه مغسله دُوبي يصبِّن خِرَقْ

كانوا مساكين شغَّاله بأرخص ثمن ++  واليوم تجَّار من بيع البُقع والشقق

 لِمَنْ تقدِّم بهم أو تشتكي عند مَنْ  ++ ما با تجد حق لو حتى ولك مية حق

ما في كلاليب ذي تمسك حلوق السّفن ++  ولا محاسب يحاسب شُلّة أشْوَعْ خِلَقْ

الأمن مفقود والسلطه بصنعاء اليمن ++  ما بين هاتين يمشوا كل واحد بشق

هذا (بَنَا) مَرّ والآخر جزع في (تُبن) ++  وعاد للآن باقي شُورهم ما اتفق

 

 ومن أشهر زوامله الساخرة هذه الأبيات التي قالها عام 1998م، قبيل وفاته بشهرين، حول أوضاع البلاد ونهب الأراضي في عدن، وكذبة تحويلها إلى منطقة حرة وعاصمةالقتصادية:

 

 قالوا عدن حُرَّه وانا قُول أهْجَعُوا +++ ما حُرَّه إلاَّ في عدن شُلّة عشيش

 وأخوان ثابت ذي خذوها بارده  +++ وذي تولوا عالمصانع والوريش

حول الحوائط والبساتين الخُضر +++  ذي كانه المرعى لشاتي والكُبيش

 كبشي سرح والشاه ما فيها حَلَبْ +++  وانا بصحراء ما بها مرعى وعيش

 قالوا تقشَّف قلت ما شي فايده  +++ مَتْقَشَّفوا مثلي كَبيرين الكَريش

 داخل عدن ساكن وعاد الخوف بي +++  ما حد معي من شُلّتي قاده وجيش

 قالوا جنُوبي قلت ليش التفرقه؟ +++  قالوا انفصالي لا تقول الآن لَيْشْ

 قُلنا أسف ما لو ثعالب غازيه  +++ احتَلَّت أوكار النِّماره والهِرَيْشْ

ضاعت تقارين الوعول المرجبه +++  والشعب ضائع مثلما ضاعت حُنيش

واقروا على شعب الجنوب الفاتحه +++  لو ما حزمها عبدربه والقفيش

 بل إنَّما صبري وصبرش يا عدن +++  لا فوق صبرش ذي صبرتي ما عليش

 قلبي دليلي من قفا الضيق الفرج +++  ذي لي وذي لش با يقع حاضر وكَيْشْ

 

 ومن الأبيات النقدية التي وجهها لبعض المسئولين الفاسدين بعد أن ضاق ذرعا من المتابعات في أروقة البلدية دون جدوى، قوله:

 

 الخالدي قال شائف ++++ طَغَت عليَّا دجاجي

وأصبحت خاضع لكلبي ++++  ذي كان يرعى نعاجي

 والصّبر ما با يخارج ++++  لو قلت بَحسب خراجي

عشرين صعلوك يخرج ++++  ومِيْة صعلوك واجي

 

رحم الله الشاعر شائف الخالدي الذي خدم الشعر الشعبي وأدرك معانيه ومضامينه الاجتماعية والتصق بهموم شعبه ووطنه، وكان من أكثر الشعراء الشعبيين عطاءاً. ولأنه صاحب موقف فقد كان يجاهر بمواقفه التي يضمنها قصائده وجعل منها سلاحاً للتوجيه والتنبيه والتقويم ومناسبة للتعبير عن هموم الشعب الذي انحاز إليه وكان لسانه المعبر عنه.
 


  

 

القائمة الرئيسية يافع

 

القائمة الرئيسية عدن

blogger statistics