السقوف والدرج والعقود
والمَعْلَم الآخر في البناء اليافعي هي
السقوف (سقوف الغرف وسقوف
الدّرج) يتكون السقف من الأخشاب وفوق الأخشاب توضع
|
يتكون السقف من الأخشاب
توضع فوقها
حجار مستطيلة أو
مربعة الشكل ذات سُمْك صغير تسمى "الصّلأ
|
أحجار مستطيلة أو
مربعة الشكل ذات سُمْك صغير تسمى "الصّلأ – مفردها صّلأة"
توضع أو ترص بجانب بعضه بحيث تظهر من الداخل
وكأنها كتلة واحدة أو كأنها بلاط حجري.
وفوق الصّلأ يتم وضع
الخُلب "الطين المعجون بالماء" وتشمل هذه العملية سقوف
الغرف (المفارش والعلالي)
وسقوف الدّرج (السلّم أو المصعد).
والدّرج يتم بناءه داخل البيت من بعد باب
المدخل الرئيسي "السِّدَة"، لانه يسد البيت وتدفع عن ساكنيه الخطر.
وينهض الدرج مع الأدوار
على شكل حلزوني إلى الدور الأعلى. وكل ثلاث درج يتلوها صرحة مربعة فسيحة كانما هي تتويج، اليس الصرح
الممرد هو الفناء وهذا على سبيل التشبيه مع الفارغ.
ومن صرحه
الدرج تبنى الأبواب (المداخل) إلى غرف المبنى. وعادة في كل
دور بابين في البيوت التقليدية المكونة من غرفتين
في كل دور.
|
عقد
يؤدي إلى مدخل
ونافذه مع عقد وزخرفه
|
في كل طابق تبنى نافذتين للإضاءة .
وتستخدم في سقوف الدرج الأخشاب والصَلأ .
وأحيانا تستخدم بدلاً من الأخشاب أحجار
مستطيلة تسمى السحابيل (مفردها سحبوّل) وفي بعض البيوت
تبنى العقود في الدرج لتحل محل السحابيل والخشب
جزئيا لضمان التماسك ولتحمل أثقال المبنى.
والعقود تبنى من
حجار مربعة يتم
وضعها على شكل نصف دائرة متلاحمة. وتستخدم
العقود بكثرة في البناء اليافعي ليس للزخرفة فقط بل
إن لها وظائف هامة لضمان الترابط والمتانة والتوازن.
فهي تبنى فوق المدخل الرئيسي للبيت وفي الدرج
وداخل الغرف فوق النوافذ.
وتظهر عملية
بناء العقود مهارة معلمي البناء التي تجمع بين ضمان
المتانة والزخرفة
-
مكونات ووظائف البيت
يبلغ ارتفاع
البيوت في يافع من دورين إلى سبعة ادوار. وكان الدور
الارضي يستخدم عادة سكن للأبقار والأغنام والحمير
ويسمى العَكَم والدجاج ويسمى قنها المَدَج ومستودع للحبوب
ويسمى المخزن من التخزين. وكان يوجد به بيت للمطحن
(الرحى). وفي العقود الاخيرة تبدلت وظيفة الدور
الارضي، فقد تم بناء حظائر المواشي خارج المبنى واصبح الدور
الارضي دورا اول مكونا من غرف سكنية مثله مثل بقية الادوار
ويستخدم عادة لاستقبال الضيوف ومجلس للقات . الا ان
الغالب على مجالس ( دواوين ) القات حاليا ان يتم
بنائها
|
مطحن الرحى لطحن الحبوب |
منفصلة عن البيت بكافة ملاحقها وخدماتها . ومن مكونات ولوازم المبنى
اليافعي
ان يتم حفر مدافن للحبوب في الصخور الصماء
وتكون لها فتحة في اعلاها لا تتسع ال لنزول شخص
واحد . وتخزن فيها حبوب الذره لمدة قد تزيد على العام . وتغطى فتحة
المدفن بحجارة خفيفة السمك على مقاس الفتحة وتردم بالطين .
ومواقع المدافن كانت عادة في الدور الاول او في
موقع قريب من البيت . أما المطبخ فكان يوجد عادة في أعلى
دور. وداخل المطبخ كان يوجد الفرن الطيني (المافي)،
والمحطابة حيث يتم تجميع حطب الطباخة فيها، وجرة
الماء الكبيرة (الدوُّح). وكان يتم طباخة الغذاء والقهوة فوق
(موقد) مخصص لذلك يسمى الصُّعد، من صعيد
النار وهو عبارة عن حجرين صغيرين مستطيلين
كان يتم وضع أواني الطباخة فوقهما وبينهما كانت توضع
الأخشاب المشتعلة. وكان المطبخ يسمى (الديمة) والتي
تطلق على أي بنا صغير يستكن فيه من امطار السماء (الديم) او
تشوّن فيه المحاصيل مؤقتا، وفيه كانت تتواجد وتحفظ أدوات
الطبخ والأكل.
وفي كل
دور من ادوار البيوت التقليدية كانت توجد غرفتين. وخلال
العقود الأخيرة تزايدت أعداد الغرف إلى ثلاث وأربع
وست غرف في كل دور. والغرفة الطويلة مستطيلة الشكل تسمى "مفرش"
|
الولجه
بجانب نافذة احد المفارش
|
والأخرى مربعة الشكل وكانت تسمى "المربعة أو العلية أو المُسَرّأ"حيث يُسر
اليها للراحة لأن المفرش يخدم للمنام ويستقبل الضيوف خاصة
من النساء .
وكل زوجين
من أفراد العائلة يستقلان بمفرش من مفارش البيت. ومكوناته
تلبي كل ما كان يحتاج إليه الزوجان وأولادهم. ففي
احد طرفيه كانت توجد (الخَلَّة) وهي عبارة عن مستودع
صغير لخزن الملابس. وفوق سقف الخلة كانت توجد (الهِدَة
والهدا والهدة ما ارتفع عن الارض) والتي ترتفع عن
سطح المفرش بحوالي متر وهي مخصصة كسرير بمقاسات كبيرة للمنام
للزوجين. وفراشها كان من جلود الأغنام والتي كانت تخاط إلى
بعضها مع صوفها لكي يعطيها نعومة وتسمى الخُطّة،في
تشبه الخطاط بتعدد الوانها واخنلاف مقاسات مكوناته
وخطوط الخياطات المتقنة بخيوط الجلدالواصلة بين اجزائها. وكانت تُراكم فوق
بعضه وكان يفرش تحتها فرش خاص مغزول من صوف
الأغنام يسمى البجاد أو الفريقة، فهو يفرق بين
النائم وخطته وبين الارض الصلبة وبرودتها وقد تستخدم الفريقة كبساط للغرف
للغرض نفسه. وكانت الهدة تحجب بستارة خفيفة لكي
تستر النائمين في الهدة عن الأطفال النائمين فوق
أرضية المفرش. والى جانب الهدة والخلة كان يبنى المغسال (المطهار)أي
الحمّام. وفي جدار المفرش كانت تبنى العديد من الفتحات
التي لها وظائف عديدة وهامة.
فالجدار المواجه للنوافذ توجد به عدة فتحات إحدها تغلق ببابين صغيرين وتحفظ
فيه الأشياء الثمينة، وتسمى
المخزنة. وهناك فتحة مستطيلة في الجدار مزخرفة بالعقود توضع
فيها المداعة (النارجيلة) وتسمى بيت المداعة. وفي مواقع
عديدة من جدران المفرش وفوق وعلى جوانب النوافذ
توجد فتحات تسمى الولج (مفردها: ولجة) التي تولج فيها الاشياء
للحفض، وفيها كانت تحفظ الأغراض ذات الاستعمال المتكرر مثل
المصباح والغازة والفانوس والنوارة ووعاء الزيت
لدهن الأجسام، وادوات زينة النساء وغيرها. وفي
الجدران كانت تثبت المعاليق المعمولة من عصي غليظة ومتينة. وكانت تعلق فيها
الملابس والبنادق والمساب (مفردها مسب وهو عبارة عن
صرة من جلد الخروف يستخدم لحفظ وحمل الأمتعة
والمأكولات ربما انها جاءت من اتخاذ الاسباب لطلب الرزق وحتى وقت قريب كان
يكتب في جوازات بعض دول الجزيرة في خانة المهنة "متسبب" أي
على باب الله). وعلى الجدار بجانب الهدة والمغسال
كان يربط سير من جلد البقر أو الجمال يسمى السّياع (وهو
ما اتسع طولا ليصل بين مكانين) وفيه تعلق الملابس وأحيانا يحفظ فوق السياع
اللحم المُملح المقدد الذي كان يحفظ بهذه الطريقة لعدة
أيام أو أسابيع. وأرضية المفرش كانت تفرش بالسِّلق
(مفردها سلقة وهي عبارة عن فرش مصنوع من العزف).
|
سلقه مصنوعه من
العزف
|
وعلى
جوانب السِّلق كانت توضع الابجده (مفردها: بجاد) والفرائق
(مفردها: فريقة) المستطيلة
الشكل والمصنوعة من صوف الأغنام، وأحيانا توضع فوق الفرائق الخُطط
المعمولة من جلود الأغنام. وبهذه المكونات والتقسيمات
للمفرش فقد كان يوفر أهم متطلبات الراحة والأمان
والخصوصية للأسرة. فبالإضافة إلى هدة النوم والمغسال
والخلال والولج فقد كان المفرش عبارة عن صالة جلوس وغرفة
طعام وغرفة نوم للأطفال وحتى الضيوف أحيانا. وربما
كانت تسمية مفرش تشير إلى أهم وظائفه. ومفارش الادوار
الثالثه والرابعة هي المميزة من بين جميع غرف البيوت
لتوسطها بالمبنى . وفيها تكون النوافذ اكبر ، وقد
تزداد فيها الزخارف والنقوش في الجدران . وكانت جدران المفارش
تطلى الى نصفها باللون الازرق او الاخضر وبقية الجدران
بالنورة البيضاء . ام العمارة الحديثة فقد ادخلت
عليها تحسينات كثيرة في النقوش والزخرفة وان حافظ البناء
على طابعه التقليدي ومظهره الخارجي .
والغرفة المربعة (العُلّية) تقوم بنفس
وظائف المفرش من حيث إمكانية سكن الزوجين وبها يوجد حمام
وهده للنوم وخلة لخزن الأشياء إلا إن مساحتها تساوي
نصف مساحة المفرش وبها نافذتان أو نافذة وفتحة صغيرة
تسمى "اللهج كانما تلهج بما في الداخل بالنسبه للناظر من
الخارج ، وبما في الخارج للناظر من الداخل ، وهذه
المفردة تستخدم لكل نافذة او شباك".
|
بناء 6 ادوار
|
والجدران الداخلية
لغرف البيت والدرج المبنية من الحجارة تسمى الصلاوي
(مفردها: صلْوَة وهي هنا كلمةعامة تطلق على
الجدران) كانت تلبّس (تُمْحض) بالطين المخلوط بروث البقر المجفف
(الضَّفْع) لكي يعطيها التماسك. وفوق الطين
كان يتم طلائها بالجير الأبيضالمتْنَة).
ولإغراض الإضاءة والتهوية كانت توجد عادة أربع نوافذ في كل مفرش. واحدة
في الواجهة الأمامية، ونافذتان في الجانب، والرابعة في هدة
النوم. والحمامات (المطاهير)
في الغرف كانت تستخدم للاستحمام والوضوء فقط. وبقية الاحتياجات كان توجد
لها مواقع خاصة خارج البيت أو في مكان مخصص لذلك في سقف
المنزل يسمى (السِّقاطة)
لاسقاطها مافيها الى خارج الدار.
ولتصريف مياه الإمطار ومياه المراحيض كان يتم
تركيب قنوات تسريب خشبية مجوفة ( المساريب، المفرد: مسريب
) وكانت تثبّت إلى جدار المبنى من خارجه ، وأحيانا
كان يتم بنائها من الحجارة . وفي بعض البيوت كان يتم
بناء ساحية أي مجرى من النورة على طول الجدار من الخارج
بحيث يتم ضمان تدفق المياه من المراحيض عبر الفتحات
الصغيرة إلى الساحية ( القناة الجدارية ) التي توصلها عبر
الجدار إلى (المباسل) خارج البيوت دون إن تتسرب إلى داخل
البيت والمبسل حوض مكشوف تتجمع فيه مياه الصرف
الصحي حيث تجففه الشمس تماما وهو تصحيف (لمبزل) حيث ان
المباول تشق في الاراضي لتصريف الملوحة الزائدة في ما يعرف
بغسل الارض. وكانت المراحيض في البيوت تأخذ اتجاها
محددا بحيث توضع المراحيض ومساريبها أو ساحياتها في
هذا الاتجاه الذي عادة ما كان اتجاه الشمال والذي كان يخلو فيه المبنى من
النوافذ لان الرياح في الشتاء تاتي غالبا من اتجاه
الشمال سعيا لتجنب الروائح وحفضا للصحة العامة.
ويعتبر تحديد اتجاهات المبنى تقليدا راسخا له أسبابه وتقاليده ولكن أهمه
كانت تلك المرتبطة بالطقس البارد شتاء والحار صيفا. فالباب
الرئيس غالبا ما كان يأخذ الاتجاه الجنوبي أو
الشرقي. ونادرا ما تجد اتجاه باب بيت في يافع غربا او
شمالا . وعلى ضوء تحديد اتجاه المدخل الرئيس تتحدد اتجاهات
النوافذ للغرف الرئيسية (
المفارش ) وللعلالي (الغرف المربعة) ونوافذ المصعد (الدرج).وتوضع النوافذ
في البيت وفق نسق محدد بحيث
تضمن الإضاءة اللازمة طوال النهار وانسياب حركة الهواء
داخل البيت للتهوية إلى جانب ضمان الحماية من الطقس البارد
والحار ومن الرياح. وتعمل
التجويفات المتدرجة على جوانب النوافذ من الداخل لضمان دخول الضوء وتوزعه
في أرجاء الغرفة مع صغر حجم
النافذة من الخارج للحماية من البرد القارس في الشتاء .
ولا تخلو هدة النوم من النوافذ واللهوج برغم
عدم خلوها عادة من الهوى والدفء
-
الزخارف والنقوش
لعل أكثر
ما يعطي البناء الحجري في يافع منظره الرائع وجماله
وجاذبيته هو تناغمه وانسجامه مع بيئته ومحيطه.
والشعر الشعبي اليافعي كثيرا ما استخدم تعبير "الشوامخ" مشيرا إلى البيوت
أو الجبال العالية أو الشخصيات ذات المواقف والمكانة الرفيعة. ويتم
|
بيوت يافعية مزخرفه |
اختيار
حجارة البناء بعناية
لضمان إن تكون ألوانها رمادية مائلة إلى الزرقة. وتنتصب البيوت
في بطون الجبال أو على قممها بأدوارها العالية كأبراج أو
حصون تنشد السمو والرفعة والمنعة. وتقل الزخرفة
والنقوش عادة في واجهات المباني. وربما يعود السبب إلى
الرغبة في عدم خدش ما يعطيه البناء الحجري من تناغم مع
بيئته. كما إن صلابة الحجارة قد حالت دون نحتها
بسهولة ويسر. ومع ذلك فلا تخلو معظم المباني القديمة والحديثة من
نقوش وزخارف في واجهاتها الخارجية. ولكن هذه الزخارف لا
تمثل ترف زايد بل إن له بالإضافة إلى ذلك وظائف
محددة. بل إن قيمتها الوظيفية تسبق جماليتها ولكنهما في
الأخير تتكيفان وتنسجمان. وهذا ما تظهره بجلاء العقود فوق
الأبواب الرئيسية والسحابيل (الأحجار المستطيلة
الشكل) فوق النوافذ وحجار المرو الابيض الصغيرة
والأشكال الهندسية المختلفة داخل جسم العقد فوق الباب الرئيسي. وتعطي للبيت
اليافعي خصوصيته الخطوط البيضاء التي ينتهي بها كل
دور (صفة النورة)، وكذا التشاريف الأربع التي تبنى
فوق الأركان في السطوح على شكل هرم ذي قاعدة صغيرة. والتشاريف لا توضع
عادة إلا فوق البيوت التي يتجاوز ارتفاعها أربعة ادوار
وكذا فوق المساجد. ويسمى البيت ذو التشاريف الأربع
بالبيت المشرّف تمييزاً له عن البيت العادي ذي الثلاثة
ادوار أو اقل. ويلاحظ كثرة الزخرفة في جدران البيوت
القديمة من القرن التاسع عشر وما قبله ولكنها اختفت
في البيوت التي بنيت في منتصف القرن العشرين. ويقال إن سبب
اختفائها يعود إلى ظهور البنادق الحديثة وانتشار الحروب
القبلية. فكانت مواقع الزخرفة في جدران المبنى
أهداف سهلة ونقاط ضعف يستهدفها الخصوم لرماية بنادقهم
فتؤثر على سلامة المبنى وترابطه.
ويظهر اهتمام اليافعي بالزخرفة في نوافذ
البيت المنحوت فيها أشكال
هندسية جمالية مختلفة وتشمل فتحاتها للإضاءة والتهوية. والملفت
للنظر إن النوافذ تطلى من الخارج باللون الأزرق في معظم
بيوت يافع. ولا تفسير لذلك إلا لانسجام لون النوافذ
مع الحجارة وللحماية من عوامل التعرية (الشمس والمطر)
وربما كانت للازرق اسراره التي لانعرفها
فالسماء زرقاء والبحر ازرق. وكان الدور
الأول من البيت بدون نوافذ خشبية لأنه مخصص لإيواء المواشي
وخزن الحبوب. وكان يكتفى بفتحات صغيرة تسمى لهوج
(مفردها: لهج). وابتدءاً من الدور الثاني كانت أحجام
النوافذ تكبر كلما ارتفع الدور. وهذا في تضاد مع حجم
المبنى إذ ينقص كلما علت أدواره. وأبواب المداخل
الرئيسية للبيوت(السدة جمعها: سدد) معمولة من خشب
السدر(العلب) وتنحت في واجهتها أشكال ورسوم وكتابات. وكذا الحال بقفلها
والمفتاح حيث إن القفل والذي يسمى "الغلقة كونها
تغلق ذرفتي السّدة" يكون على شكل صليب. ويتم
الإغلاق بدفع العمود
|
سدد مداخل البيوت
الرئيسية مزخرفه |
الأفقي بفتحه في العمود الراسي وعندما يصل العمود
الأفقي إلى نهاية حركته تسقط سنون خشبية من العمود
الراسي داخل فتحات في العمود الأفقي تمنعه من حركة
الفتح إلا عبر المفتاح الخاص بهذه الغلقة حيث إن المفتاح يحتوي على اسنان
ثابتة تتطابق مع الفتحات في الغلقة (شفرة خاصة). ولا يمكن
فتح الغلقة إلا بمفتاحه فقط وعبر حركه معينه تصدر
صوتا مميزا، وهذا منتهى الأمن والأمان.
والزخرفة
والنقوش تتوزع أشكالها وفنونها داخل البيوت ابتداء من عقود
الدرج (السلم) وحتى داخل الغرف وتكثر بصفة خاصة
داخل المفارش. وأبرزها العقود فوق النوافذ تتوسطها فتحات في
الجدار وأشكال هندسية تتشكل من الحجارة على هيئة مثلثات
وصلبان ونجوم. ونفس الأشكال تجدها في بيت المداعة.
وأبواب الخلال الكبيرة والمخزنات الصغيرة المنحوتة برسوم
وأشكال جميلة ومتقنة تدل على مهنية وحرفية عاليتان. ومهما
كثرة وتعددت الزخارف والنقوش فإنها لا تؤثر على
وظيفة البناء والتي تتمثل في الأمان والراحة
والخصوصية.
-
مخاطر التحديث والتطوير
يعتقد بعض المهندسين المعماريين أن أسلوب
بناء بيوت يافع المعتمد على
ترابط الحجارة فيما بينها راسياً وأفقيا يعطيه مناعة تجاه الهزات
الأرضية والزلازل الخفيفة أكثر مما يوفره بناء الأعمدة
الخرسانية المسلحة. ولكن هذه النظرية لم تواجه أي
اختبار جدي للحكم عليها. إذ لا يعرف أن المنطقة شهدت أي هزات
أرضية قوية خلال القرون الثلاثة الأخيرة على الأقل. ولكن
الشئ المؤكد
|
القدمه يافع |
والملموس إن
البناء بالحجر والطين يعطي للمباني
أمكانية أن تعمر مابين 400 إلى 600 عام وبعضه
يصل عمرها إلى 800 عام، صمدت أمام عوامل الزمن بدون أي
صيانة بنيوية تذكر عدا تثبيت السطوح اذا أثرت عليها
الأمطار.
وخلال العقود الأخيرة دخلت على المعمار
تطورات وتحسينات عديدة شملت
المساحة وعدد الغرف وإدخال خدمات المياه والمراحيض والمجاري
والكهرباء. وتم كل ذلك مع المحافظة على أسس ألبناء والشكل
الخارجي للمبنى. ولكن البناء الحديث بالاسمنت بدا
يشكل تهديدا جدياً للمعمار اليافعي بسبب قلة التكلفة
وسرعة البناء والاستخدام الأكبر للمساحات بسبب نقص سماكة
الجدران نتيجة إدخال الاسمنت المسلح. ومعلمو هذا
النوع من البناء يأتون من خارج منطقة يافع ومعهم تأتي
مواد البناء. وشكل ذلك منافسة قوية لمعلمي البناء المحليين
الذي اتجه الكثير منهم إلى البحث عن مهن ووظائف
أخرى أو للهجرة خارج الوطن.وقد ابدت المعمارية د. سلمى
الدملوجي قلقها من المخاطر التي تهدد نمط المعمار اليافعي
من ان تحل عمارة الاسمنت محل عمارة الحجر التقليدية
من باب مجاراة التحديث والاستسهال لرخص بلوك الاسمنت
والعمالة. ومن شأن ذلك ان يؤدي الى تشويه الكيان الاساسي
للمدن والقرى ويخل بتوازن تخطيطها وهيكلها الطبيعي
وعلاقتها بالبيئة. ودعت الباحثة الى العمل على ضبط
الممارسة والتصميم بما ينسجم والهيكل المعماري الاصلي مع مراعاة ادخال
المتوجب والمطلوب من اشكال التحديث ووسائل ومتطلبات
المعاصرة