البرامج
مكتبة الصوتيات والمرئيات
كتب ودروس تعليمية
المقالات
مكتبة الصور
الصفحة الرئيسية

آخر تحديث

 

20-3-2021

مواضيع للدكتور علي صالح الخلاقي

 من مميزات العمارة اليافعية
عدن..في أشعار الشاعر شائف الخالدي
الشاعر الحكيم الشيخ محمد ناصر بن مجمل
 الشاعر سالم علي المحبوش لمحة عن حياته وأشعاره
العين..ودلالاتها في أمثالنا الشعبية
دَيْن الدَّم في العُرف القبلي
السِّناءة /السِّنَاية
من شعراء يافع- حضرموت
تأثير المهجر الهندي في الشعر وفي اللهجة اليافعية
بين الشاعرين بن شيهون والخالدي وتنبؤاتهما بما آلت إليه
 أبين بلاد المحبة: الشاعر عبدالرب بن ناصر أبوبكر العفيفي
عبدالله بن أسعد اليافعي ومنهجه التاريخي في كتابه  "مرآة الجنان " ج1
عبدالله بن أسعد اليافعي ومنهجه التاريخي في كتابه  "مرآة الجنان " ج2
 الأسلحة التقليدية في الشعر الشعبي:

د. علي صالح الخلاقي

  

بين شاعرين بن شيهون والخالدي

 وتنبؤاتهما بما آلت إليه حرب صيف 94م 

علي_صالح_الخلاقي:

 ارتبط الشاعر محمد عبدالله بن شيهون بعلاقة شخصية مع الشاعر شائف محمدالخالدي، رحمه الله، منذ شبابهما, سواء في عدن أو يافع, وظل من المعجبين بشعره, وحين داهمه الهاجس الشعري في وقت متأخر ، تساجل مع صديقه الخالدي, وجرت بينهما عدة مساجلات بلغ عددها ثمان مساجلات تتكون من بِدْع وجواب، من عيون الشعر وأجمل وأروع المناظرات الشعرية بين عملاقين. كان الشاعر بن شيهون هو المبادر في سبع منها, وواحدة وهي الأخيرة بينهما كان الخالدي قد أرسلها لصديقه بن شيهون, وجاءت مساجلاتهما في إطار الجو السياسي المكفهر حينها بين شركاء (الوحدة الضِّيزَى)، حينما بدأت بوادر الشقاق بينهما والاحتقان السائد حينها عشية حرب صيف 1994م. وتلبية لرغبة صديقي النبيل حسن عبيد ناصر القعيطي (أبوعلي) الذي كان له الفضل – بعد الله- في تصوير ارشيف الشاعر الخالدي،

 أقدم فيما يلي نقدم قصدية بدع وجواب وتوقعات الشاعرين عن مآل وتطورات الأحداث حينها والتي أثبتت الأيام صحتها.

 والقصيدتان منشورتان في ديوان الشاعر محمد عبدالله بن شيهون (المرفأ المهجور) الصادر عام 2010م

 أولاً: قصيدة بدع للشاعر محمد عبدالله بن شيهون مرسلة إلى الشاعر شائف الخالدي في27 رمضان 1414هـ / 10مارس 1994م

 

 بسم الله أبْدَعْ بربي خالق الإنسان ***  من ماء دافق من الأصلاب مُهْتَاني

 الباسط الخافض الرافع بلا عِمْدَان *** سبعاً بناها بحكمه دُون عِمْدَاني

 والعرش عالماء سبحان الملك سبحان *** وجُلّ مَنْ كُلّ يوماً هُوْه في شاني

 بيده تصاريف خلقه إنسهم والجان الواحد الفرد رازق كل حيواني

 ان رَادْ شي كان وِنْ ما رَادْ شي ما كان*** لولاه ما تكَوَّن الكائن ولا كاني

 والحمد والشكر له ما تجددت لَزْمَان*** وأعداد ما هَمْلَلَتْ سحاب نيساني[1]

نيسان ذي مَاه منَّهْ سُم للحنشان*** وفي محار الصدّف لؤلؤ ومرجاني

 سَاله بحُسْن الخِتَام والعفو والغفران*** والستر والعافيه جوهرة الأبداني

 من بعد قال المُعنّى بِتَّ أنا سهران*** يا نوم عيني لَمَهْ خاصمت أجفاني

 والنفس باتت تكِيْل الهَمّ والأحزان*** نفس الهوى ما لها بتثير أشجاني

 والآن يا طير يا من تصدح الألحان*** مُفَارق السّرب ذي عامد بالأغصاني

 لا انته مهاجر غريب الدار والأوطان*** غريب مثلك أنا فارقت أوطاني

 تائه بدرب العدم أمْشِي بلا عنوان*** منبوذ بين الأمم قد ضاع عنواني

 واسمي يماني بلا حِكْمَهْ ولا أيمان*** من يوم صليت في محراب لَوْثَاني

 يا طير خطي معك محكوم بالأوزان*** يبلغ لشاعر نظم خمسين ديواني للخالدي

 وأساله عن حي بن يقظان*** وما جرى فيه بين أعراب قحطاني

 يا شايف الأرض ملك الواحد الدّيان*** ما هي لكندي ولا عبسي وذبياني

 ولا للَبْيَض ولا الأحمر وَلَدْ سَنْحَان *** كلا ولا هي للَحْمَرْ أو لزنداني

 وأنا بشُوف المَحَاكي زوبعة فنجان لعبة ذماري بيتْسَلاَّ بصنعاني

 والشعب مثل الغنم سَايع بلا رعيان*** ذليل يائس ودمعه فوق الأوجاني[2]

 ما يستحق الحياه من عاشها مُهتان*** ومن رضي بالمذله عاش مهتاني

 وأهل المصالح كما الأذياب في الخلوان*** يا ويل شعباً رَعَاهُم ذئب سرحاني[3]

 الذيب لَبْيَض عَمَدْ في رابية شمسان*** مَكَّار من جَاورك يا حَيْد شمساني[4]

 والذيب لَحْمَر عَمَدْ شرقي جبل عيبان*** عيّاب من حَلّ بك يا حَيْد عَيْبَاني[5]

 ذيبين يتصارعوا عالجاه والسلطان*** وعالكراسي وكسب الدرهم الفاني

 ما هو على خدمة الكادح ولا التعبان*** لنا تجارب من الماضي وبُرْهَاني

 ذي خاف من فار جاره فرّ للجيران وانّه وَجَدْ في ديار الجار ثُعباني***

 يستاهل البرد من ضيّع دفا كَتَّان لا جاه فصل الشتاء يبات برداني

 وقبّح الله من يبني بلا ميزان*** ولا عَوَائد مثيلاةً للأركاني[6]

 ما طاع شور (الصلاحي) باني الأركان*** ذي مهنته من زمان اجدُودته باني[7]

 واليوم جَارَتْ حَمُول البِلّ يا نشوان*** والدرب كله تماسيحاً وحنشاني

 والمرحله مُبْعِدِهْ يا حَادي الرُّكْبَان*** من ساحل الشحر لا وديان سنحاني

 رحله رسمها لكم صَدَّام يا عُمْيَان*** مصيرها للفشل ذا اليوم أو ثاني

 من أجل صَدَّام كَمْ ضَحَّيت يا غلبان*** مليون يا مَقْدَمي ظامي وجَوْعَاني

 وانته على العرش لابس طَيْلَس الرهبان*** قدّيس في مملكة زوجة سليماني

 وكم توزع صكوك العفو والغفران*** وكم صَوَالين لَنْدْ كرُوز ياباني[8]

 ضيعت تاج اليمن والنسر والنيشان*** ذي كان في كتفك الأيسر وليماني

 شَويرك الشُّوم طير البُوم والغربان*** والناعقه في خرائب قصر غمداني

 خَتَّمتها بالنبي صَفوة بني عدنان*** ما سَبّح الرَّعد من أقزاع لَمْزَاني[9]

 وعداد ما غرد القُمري على الأغصان*** وما توكل على الله كل حيراني

++++++

ثانياً: جواب الشاعر شائف الخالدي على الشاعر محمد عبدالله بن شيهون

 مرسلة في في 11/ 3/ 1994م

نبدع باسم الإله الواحد الرحمن*** رحيم بالجود سبحانه ورحماني

 الخالق الرازق الحنان والمنّان*** لاطف بخلقه ورازق كل إنساني

 واجب علينا له الطاعه وبالإذعان*** يستأهل الشكر له في كل لَحْيَاني

 والحمد له عد ما ليل العشيِّه دان*** حمداً جزيلاً على ما جاد واعطاني

 وأفضل عطا العافيه والعقل والأيمان*** أعرف بربي وما ديني وأيماني

 أدعوه وارجوه بالتوفيق والإحسان*** يمنحني العفو بالسَّيَات إحساني

 وعسى تظل الكرامه والشرف مُصتان*** وعِفَّةْ النَّفس ما بَا اللوم يلفاني[10]

***  وبعد با قُول حيّا ما أخْصَبَة لَمْزَان في خُو حسين الفتى والخَطْ ذي جاني

 جاني بقايا ثلاث أيام من رمضان*** وتأخر الرد فتره بعد رمضاني

 خدعني إنسان ما هو بالحقيق إنسان*** خَذْ نُسْخَة البِدْع في جيبه وخَلاَّني

 دون أعرف اسمه بدَوِّر له وأنا خجلان*** لمدة أسبوع لا شُفته ولا رآني

وذي وصفنا لهم شكله لبعض أخوان قالوا بصالون ثاني يوم أوي سَاني[11]

 والعالم الله قفا ما حلل القيفان*** مُعجب في الرَّد أو مقصود بالعَاني[12]

 بل إنَّمَا با نبادر بالجواب الآن*** قد عاد مفعولها قائم وللآني

 مقدار أبُو فضل با جَاوب وانا رغبان*** ما نا عن الرَّد لا عَاجز ولا واني

 ولا من الخالدي إهمال أو نسيان*** ما بَنْسَأ أجواد مثلك ما بتنساني[13]

 وما برأسي بقدر الجهد والامْكَان*** با حاول أشرح لك الواقع بقيفاني

أول سؤالك لنا عن حي بن يقظان*** وما جرى فيه من أعراب قحطاني

 أعراب قحطان كلاً قال أنا قحطان*** الحيّ حيِّيْ وذا الميدان ميداني

 معنا فريقين تتبارى في الميدان*** كُلاً بغا با يشل الكاس عالثاني

 لما أشعلوها وخلوها لهب بركان*** وهم فريقين تلقى اغلبهم أعواني

 والشعب مرغوم بيوقح لهم مجّان*** كلاً يشجع فريقه كيف ما كاني[14]

 ما قادر أنْ يَنْطُق أو يشهد على الغلطان*** يقول غلطان ذا أو ذاك غلطاني

 مُنذُ ثلاثين عاماً مُنْهَمِكْ حيران*** خاضع ولا زال رأسه ذاك دنَّاني[15]

 وعاد لَيْمَن ولِيْسَر يذرعوا الأكفان*** با يرموا الشعب في طيات الاكفاني

 لو ظل خاضع أسير الظلم والحرمان*** شلال حمل الثقل من فوق الأمتاني

 وأهل المصالح دُعَاة الشَّر والطُغيان*** أمام عيني أشاهدها في أعياني

 متنفذه جاثمه عالعرش والديوان*** ما شي معي فايده لا نا ولا أخواني

 ولا مع الشعب لا راحه ولا اطمئنان*** ما غير يا الله خراجك يا كريماني

 انته تشوف المحاكي زوبعة فنجان*** وأنا بشاهد غبار أغبر ودخاني

 وقلت للقلب إذا ما ضاق بعض أحيان*** وقت المحن والشدائد كُون يقظاني

 غِضّ النظر من غبار الريح والدخان*** لا عاد يدخل عيوني وانّه أعماني

 من حيث عاد السَّمَرْ والبَلْبَلَهْ والدَّان*** ذا قال يا بَال وآخر قال يا دَاني

 ذئاب متوحشه ما ترحم الحيوان*** لها مخالب قوي وأنياب وأسناني

 ما جهد حيوان أن يفعل بدون أسنان*** أو شعب مثل الغنم من دون رعياني

 والمشكله عالفريسه تنعق الغُرْبَان*** وحسب ما شوف أو ما تسمع أَذَاني

 ذيبين يتصارعوا والثالث الشيطان*** وانظم إلى كتلة الشيطان شيطاني

 نصَّاب كَذَّاب بل راهب من الرهبان*** معروف شكله ولونه راهب أفغاني

 ماذا نحلل فتاوي راهب الأفغان*** أباح سفك الدماء ظلماً وعدواني

 ما لوم من قال مالي به صلاح أو شان*** اللّوم عند الذي ضَمَّه بلَحْضَاني

 وحول لَبْيَضْ ولَصْفَر عاد ذا خرمان*** للجزر والمد وآخر مثل عطشاني

 الذيب الأبيض بيَشْعُر انَّه الخسران*** يقول محروم من خوخي ورّماني

 شارح مؤقت على العنبا وعالرمان*** لا موسم الخير واقبل للعنب جاني

 والذيب الأصفر بيتنقى سِمَان الضان*** ما يأكل الاَّ سمان المعز والضاني

 يأكل وأكَّل ولَحْمَرْ طاهش الحوبان*** لا جانبه با يكُل لحمي وعظماني

 هذا سبب ما حصل أو ما يدور الآن*** وتأكد ان عاد صوت الرعد حناني

 ما يصحى الاَّ متى ما أتفجرتْ لَطْيَان*** أو عند ما يصحى المُدمن وسكراني[16]

 لِنْ عاد باقي عناصر رجعيه وأعوان*** هدفهم السيطره غصبا وميثاني

 وأشخاص متضرره من مُلتقى عَمّان*** ومجرم الحرب بيشوف الأجل داني[17]

 ما با يسلَّم ولا تسلم بني مروان*** الاَّ بضرب الحسام الصارم الفاني

 لِنْ قصدهم يبقأوا كَبْتَنْ وذا رُبّان*** ما هَمَّهُمْ شعب إذا ما ظل تعباني[18]

 مصالح أفراد محسوبه عدد وأثمان*** لذيب سرحان منها خمسه أثماني

مالي بها شي ولا للكادح الضبحان*** ولا لعامل ولا حارث بلَطْيَاني

 يتقاسموها عصابة مافيا الطليان*** كلاً ملأ شنطته والجيب ملياني

 ذا شَلّ وقْرَهْ وآخر جعبته مليان*** في حين ما جَدْ عشاء ليله بمخزاني[19]

 والعله الداخلي باقي معي فئران*** بداخل البيت بين أهلي وخلاّني

 با تنخُر البيت من داخل وأنا حَوْشَان*** مَبْلِي بفئران ذي ربِّي بها أبلاني[20]

 أخشى تخلخل حجار الدار والجدران*** ذي أسرتي به وبه عَفْشِي وسَاماني[21]

 لِنْ البناء خَيْش من أصله طلع خَرْبَان*** وباني الويل ما حاسب لجدراني[22]

 رجع يخرب مباني عامره وإسكان*** وأعلن عَلَيْ حرب شعواء ضد سُكَّاني

 وكل ليله بنسمع له خبر وإعلان*** لكنّه الآن بعد اليأس خجلاني

 عارف بأنه وقع والتجربه برهان*** في يد جلاّد ما يرحم بها زاني

 هذا جوابي كفى والعفو والحُمْلاَن*** من أي تقصير أو زايد ونقصاني

 وختمها بالحبيب الطاهر المصتان*** ما كل قارئ تلى طه وسبحاني

 وكل ما قام بالتسبيح والأذان*** وتلوى الحاج عالكعبه والأركاني

 

 [1] همللت السحاب: أمطرت .

 [2] سايع : مُهمَل.

 [3] الخلوان : الخلاء. خَلا المكانُ والشيءُ يَخْلُو خُلُوّاً وخَلاءً وأَخْلَى إِذا لم يكن فيه أَحد ولا شيء فيه وهو خالٍ والخَلاءُ من الأَرض قَرارٌ خالٍ.

 [4] عَمَد: سكن أو أقام . حيد شمسان : جبل شهير يطل على عدن .

 [5] جبل عيبان : أحد الجبال المطلة على صنعاء.

 [6] عوائد الأركان : أحجار البناء التي تشكل امتداداً لزوايا ركن المنزل وتتداخل معها عند البناء.

 [7] الصلاحي : نسبة إلى آل بن صلاح , معلمو البناء المشهورين في يافع. اجدودته : أجداده.

 [8] صوالين لندكروز: صنف من السيارات , يابانية الصنع.

 [9] لمزان : المُزْنُ السحاب عامةٌ وقيل السحاب ذو الماء واحدته مُزْنةٌ وقيل المُزْنَةُ السحابة البيضاء.

[10] ما بَا : لا أريد.

 [11] صالون : صنف من السيارات . أَوِيْ : رجع أو عاد إلى بيته. ساني: بصورة مباشرة, أو بخط مستقيم .

 [12] بالعاني : بصورة متعمدة.

 [13] ما بنسأ : لن أنسى .

 [14] مرغوم: مرغم . بيوقح: يصفق .

 [15] رأسه دنّاني : رأسه مطأطئ .

 [16] اتفجَّرَة لطيان : جرفت المياه الأراضي الزراعية ( الأطيان ) من شدّة المطر.

 [17] مُلتقى عمّان : إشارة إلى لقاء عمّان الذي رعاه الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال بين الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض وخرج بوثيقة العهد والاتفاق قبيل انفجار حرب 1994م .

[18] يبقأوا : يبقوا .

 [19] شل وقره : حمل ما يقدر عليه. ما جَدْ : لا أجد .

[20] أنا حوشَان : في حيرة من أمري .

 [21] عفشي وساماني: يقصد بها أثاث وأدوات المنزل.

 [22] بناء خيش: رخو , بدون أساس متين. خربان: غير صالح .

 

 


  

 

القائمة الرئيسية يافع

 

القائمة الرئيسية عدن

blogger statistics