 |
بقلم د.علي صالح الخلاقي |
السِّناءة /السِّنَاية
-السِّناءة /السِّنَاية
متح الماء أو انتزاعه من البئر بالدلو عن طريق ضمد من الثيران أو الجمال أو الحمير، وربما مجموعة من الناس عند الحاجة. وكان يستخدم غالباً زوج من الثيران وهو ما يُسمى "ضِمْدْ" وتنحصر حركته ذهاباً وإياباً في المكان المخصص له وهو ما يُعْرَفْ بـ "المِجْلابْ".
وكانت (السِنَاءَه) تتم بتقنية بدائية عجيبة ابتكرها الإنسان منذ القدم، حيث تُحاط فوهة البئر بحافة حجرية متينة وتعلو على شَفِير البئر البكار أو الدعائم وهما حائطان أو مَنارتانِ تُبْنَيانِ على رأْس البئر من جانبيها فتُوضع عليهما النَّعامةُ وتُسمى (الحاملة) وهي خشبة تحمل البكرة وتسندها خشبة أصغر توازيها من الأعلى تسمى (مَشْرِيق) ويثبت بينهما وبشكل عمودي عودان أصغر حجماً "الغَرَّيب" وتنصب بينهما البَكَرَةُ "العجلة" التي يستقى عليها وهي خشبة مستديرة في وسطها مَحْزُّ للحبل وفي جوفها مِحْوَرٌ من الحديد تدور عليه.
ويستخدم لجر الدلو حبل غليظ يسمى "الكَرَبْ" وهو مفتول من ألياف بعض الأشجار. وتُصنع الدلو من جلود الماعز، ويقال للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ وهي العَراقي (فصيحة) وإِذا شددتهما على الدلو قلت قد عَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً، عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين والجمع العَراقي. وفي الحديث رأيت كأَن دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب.
والوَذَمةُ (فصيحة) وهي السيرُ الذي بين آذانِ الدَّلْوِ وعَراقِيها تُشَدُّ بها وقيل هو السير الذي تُشدُّ به العَراقي في العُرى.وتُربط الدلو بطرف الحبل الذي يُربط طرفه الآخر بالهيج وهو النير الذي يجره الثوران "الضمد" وأثناء حركة الثورين نزولاً تخرج الدلو ممتلئة بالماء فيصب ما فيها في حوض خاص على حافة البئر ومنه يمتد عبر "السَّاقية" ليصل إلى الطين المجاورة.
وأهازيج السناءة التي تصدح بها حناجر المزارعين هي أقوال الحكيم شرقة بن أحمد، ومنها:
• ذِيْ ما يشرِّع من عَشي ما سَنِي
• ذِيْ ما يِغَبِّرْ شاربه ما دَسَّمَـه
• قَامَهْ من المَاء خَيْر من قَامَهْ ذَهَب
• ثوري مع ثورك أمانه وا شَرِيْك
• الماء بِظِلْف الثور ما هو بالدِّلي
• الشرح للساني صَفِيْر العَجَلَه
• خِيْرِة قبيلي من كسب جربه وبير
• خِيْرِة قبيلي من كسب شور اخوته
• الشيب ما به عيب قد شاب النبي
• من ساير المتهوم بالليل اتهموه
• لا تأمن العَيَّاب ذي يخلف وعاب
• ذي ما معه صاحب فحقه صاحبه
*****
من كتابي (معجم لهجة سرو حمير -يافع وشذرات من تراثها)
|