 |
بقلم د.علي صالح الخلاقي |
دَيْن الدَّم في العُرف القبلي
دَيْن الدَّم في
العُرف القبلي
الدّين لغةً هو قَرْضٌ ذو أَجَل ينبغي أن يوفّي به.
أما في العُرْف القَبَلِي فهو (دَيْن الدّم)، أي دم القتيل الذي يظل عالقاً في رقبة القاتل وقبيلته أو عشيرته أو أسرته.
ويصفه الشاعر عبدالله ناصر بن ناصر صالح بن سالم الشيخ المطري الحِمْيَري بالدّين الشَّقي بقوله في وصاياه الشعرية:
والسادس الدَّين والدَّين الشَّقي
قطرة الدَّم **
دَيْن الجسد والجسوم
وبالمثل يصفه الشاعر صالح علي إسماعيل الداعري بالدّين الأعسر أي الأصعب، كما في قوله عن بن عسكر، قاتل الشيخ أحمد أبوبكر النقيب:
وبن عسكر فعل مُحْكَم ومُبْرَم
***
وقع له ذه السنه بيرق وسبحان
تَدَيَّن دَيْن وأعسر دَيَّن الدَّم
***
رجال الموسطه من جيش دحان
ويقول الشاعر عبدالقوي أحمد السعدي، عن ردّ دَيْن الدّم:
ومن شل دَيْن الدَّم ردّه بزايدي***
وعادات يافع من تديَّن يخلصون
ويصف الشاعر علي محمد بن شيخان دين الدَّم بـ(دَيْن المزلات) الذي لا تغمض عينٌ بسببه:
وقل لهم والله ان ما ودِّنا الله شاهد
***
حَدْ يلفئينه لكُود([1])دَيْن المزِلاَّت يمسى منه الطرف قاهد ***
من بعد عَسر القعود
ويذكِّر الشاعر محمد علوي أحمد الفردي بدَيْن الدم الذي لهم أثناء الفتنة بين الفردة وخلاقة، مخاطبا شيخ خلاقة حينها محمد قاسم العاقل :
قل لابن قاسم ذي تدرَّك والتزم
***
عاقل خُلاقه صاحب الوجه الصَّبيح
يزكن بدَيْن الدَّم ذي منَّا قَدَمْ
*** لا الكيل وافي حبَّهُم قد هُوْ مليح
ويروى أن شخصاً قَتَل فهرب وتخفى في شعب اسمه (مندب) وظل ملاحقاً من أهل القتيل حتى عثروا عليه بعد عام كامل، وعندما رأى فوهة البندقية مصوبة إليه قال لأهل الدَّم:
يسقيك يا شَعْب مَنْدب من قنيف انكثب**
قد لي سنه فيك حالل من رجب لا رجب
يا مَعْسَر الدَّين لا هو حَبّ يابس بحَبّ
**حيف أسود الرأس جي لي كل ليله زلب
وعندما سمع صاحب الدم كلمات الشعر عفى عن القاتل وسامحه.
[1] - يلفئينه لكود: تصيبه جراح خفيفة(مفردها: لُكد).
*************
من كتابي الصادر مؤخراً(معجم الأسلاف والأعراف القبلية في بلاد يافع)
|