اخر تحديث السبت 25-7 21:00
 

 

       
 

أتى رمضان مزرعه العباد                        لتطهير القلوب من الفساد

فأد حقوقه قولا وفعـــــــلا                        وزادك فـــاتخـذه للمعـــاد  

فمن زرع الحبوب وما سقاها                      تأوه نادما يوم الحصــــاد     

                                                 أزهري أحمد محمود

الحمد لله الذي هدى إلى الإحسان , وجعل كتابه دليلا لأهل الإيمان , والصلاة والسلام على من زانه ربه بالقرآن , وحباه بليلة القدر في رمضان , وعلى آله وصحبه سادة الأزمان , وعلى من تبعهم من أهل الحق والعرفان .

أخي المسلم :       

  يا لفرحه المسلمين بتلك الأيام التي تتكرر عليهم في كل عام .. فيحيونها بأرواحهم وأنفسهم !

أخي : أليس من النعمة أن تمر بالإنسان في كل عام أيام يحيا فيها مع نفسه حياه تختلف عن تلك الأيام التي تعودها في بقيه أيامه ؟!

أخي : الفرحة بهذه الأيام الجميلة ( أيام شهر رمضان ) إنها فرحه ليست خاصة بالكبار وحدهم بل حتى أولئك الصغار الذي لم تفرض عليهم صيامها يحسون بتلك الفرحة

أخي : لابد أن نفهم أن أيام ( شهر رمضان ) أيام لها طعمها الخاص ! ويومها أخي ستجد طعم هذه الأيام في مذاقك حلوا .. لذيذا .. شهيا .. سائغا ..

أخي : أيام تتكرر .. وشهور تتوالى .. وسنين تتعاقب .. وفي كلها تجد هذا الشهر المبارك ينشر عبيره في الأيام , والشهور والسنين .. وإن شئت قل : وفي الإنسان !

 أخي : ذاك هو الشهر ( شهر رمضان !) .. شهر الصبر .. شهر القرآن .. شهر التوبه .. شهر الرحمه .. شهر الغفرآن .. شهر الإحسان .. شهر الدعاء .. شهر العتق من النيران ..

أخي المسلم .. هل أعددت فرحه بقدوم شهر القرآن ؟!

أخي  : ها هي الأيام تبعث بالبشرى بقدوم الشهر المبارك .. وتنثر بين يديه أنواع الزهور! لتقول للعباد : أتاكم شهر الرحمة والغفران فماذا أعددت له ؟!

أخي : هناك وفي مدينه النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل عام تزف البشرى لأولئــك الأطهار من الصحابة رضوان الله عليهم ..

فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يزفها ! بشرى إلهية (( أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه , تفتح فيه أبواب السماء ! وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتغل فيه مرده الشياطين ! لله فيه ليله خير من ألف شهر! من حرم من خيرها فقد حرم ! )) رواه النسائي والبيهقي : صحيح الترغيب 985

قال الإمام ابن رجب ( رحمه الله ) : ( هذا الحديث أصل في تهنئه الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان , كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ؟!

كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران ؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟! )

أخي : تلك هي البشرى التي عمل لها العاملون .. وشمر لها المشمرون .. فرح بقدومها المؤمنون

أخي : فأين فرحتك ؟ أين ابتسامتك ؟ وأنت ترى الأيام تدنو منك رويدا .. رويدا .. لتضع بين يديك فرحه كل مسلم ( شهر رمضان ) .

أخي : يا له من شهر مبارك .. ومن اجله : ( قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن , ومن الم فراقه تئن ! ) أبن رجب

أخي المسلم : يا لبشرى المدركين لشهر الغفران ..

يالبشرى المدركين لشهر الرحمات ..

يالبشرى المدركين لشهر القرآن ..

يالبشرى المدركين لموسم الطاعات ..

يالبشرى المدركين لأيام كساها رب العباد تعالى مهابة .. وبهاء .. وجمالا ..

 أخي : هل علمت إن الصالحين كانوا يدعون الله تعالى زمانا طويلا ليبلغهم أيام ( شهر رمضان )

قال معلى بن الفضل ( رحمه الله ) : ( كانوا يدعن الله  ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ! ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم! ).

وقال يحيى بن ابي كثير ( رحمه الله ) : ( كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان , وسلم لي رمضان , وتسلمه مني متقبلا ).

أخي : وأنت فادع كدعائهم .. وافرح كفرحهم .. عسى الله تعالى إن يشملك بنفحات رمضان .. فيغفر الله لك ذنبك تخرج من رمضان وقد أعتقت من النار .

أخي المسلم : أما خطر ببالك فضل من ادرك رمضان ؟! أما تفكرت يوما في عظم ثواب من قدر الله له إدراك هذا الشهر المبارك ؟!

أخي : ولتكتمل فرحتك  إن كنت من المدركين أتركك مع هذا القصه ...............

عن ابي هريره (رضي الله عنه) قال : كان رجلان من بلي من قضاعه أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستشهد أحدهما وأخر الآخر سنه .

فقال طلحه بن عبيد الله : فرأيت المؤخر منهما ادخل الجنة قبل الشهيد , فتعجبت لذلك ! فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أليس قد صام بعده رمضان ؟! وصلى ستة آلاف ركعة ؟ّ! وكذا وكذا ركعة صلاه سنه ؟! )) رواه احمد/ صحيح الترغيب365

أخي : بلغني الله وإياك رمضان سنين عديدة .. وأحيانا به وبالصالحات حياه سعيده .. 

أخي .. هل أعددت نية صادقة ؟!

أخي المسلم : هل أعددت نية وعزما صادقا بين يدي صومك ؟

أخي : هل بحثت في قلبك وأنت تستقبل رمضان ؟ لتعرف عزمه وصدقه ورمضان يطل عليك!

أخي : كثير أولئك الذين يدخلون في رمضان بغير نية صادقه ! ولا أعني نية الصوم ! فهذا يأتي بها كل صائم ..

ولكن أخي هل عزمت على نية إخلاص الصوم , صدق العبادة في هذا الشهر المبارك ؟!

أخي : هل استحضرت هذا العزم القوي قبل صومك ؟!

أخي : تفكيرك في مصاريف رمضان وإعدادك لما يلزم من طعام يشاركك فيه الكثيرون !

لكن أخي إعدادك لغذاء الروح وتفكيرك في تطهير وتزكية نفسك والإقبال عل الله تعالى في هذا الشهر المبارك , هذا هو الإعداد النافع لاستقبال شهر رمضان !

أخي : أترى هل يستوي من احضر مثل هذا العزم وآخر لم يحضره ؟!

وإذا أردت أخي أن تعرف الفرق بين العزمين فقف معي أخي عند قوله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ! ومن قام ليله القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ! )) رواه البخاري ومسلم .

قال الإمام إبن رجب : ( فإذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه , ثم تركته لله عز وجل في موضع لا يطلع عليه إلا الله كان ذلك دليلا على صحة الإيمان ..)

أخي : هيئ الإخلاص الصادق والعزم الأكيد وأنت تستقبل شهر صومك .. وهيئ العزم الصادق ليوم فطرك ..

أخي : وأصدق عزم وإخلاص تعده لصومك .. عزمك على فعل الطاعات .. واستقبالك شهر صومك بالتوبة النصوح .

وعزمك على التوقيع على صفحه بيضاء نقيه لتملأها بأعمال صالحه .. صافيه عن شوائب المعاصي .. تشبه صفاء ونصاعة هذا الشهر المبارك ( شهر رمضان ) .

وأما عزمك الصادق ليوم فطرك فهو أن تعقد العزم الأكيد على المقاومة على الأعمال الصالحة التي وفقك الله تعالى لأدائها في شهر الرحمة والبركات ( رمضان ) .

أخي :  إذا استقبلت شهر صومك .. تائبا  منيبا  عازما على فعل الصالحات ..

واستقبلت يوم فطرك عازما على مواصله المشوار في ذلك الطريق الطاهر فأنت يومها الفائز حقا بثمرة الصوم .. ونفحات هذا الشهر المبارك

أخي : إعداد القلب إعدادا كاملا لاستقبال شهر رمضان أمر ضروري , فلا تدخل اخي في صيام رمضان الا بقلب صاف وإخلاص لله تعالى في تجريد العبادة له تبارك وتعالى .. ] قل إني أمرت ان اعبد الله مخلصا له الدين (11)  { الزمر.

أخي : رزقني الله وإياك الإخلاص في القول والعمل .. وجعلني وإياك من اهل الصدق في المغيب والمحضر .

أخي .. رمضان شهر الغفران ..

فهل حاسبت نفسك ؟!

أخي المسلم : كم من رمضان يمر على الكثيرين وهم غافلون ؟ لا يهمهم إلا رمضان الذي هم فيه!

أخي : وقبل ان تنقشع لك سحابه الايام عن شهر رمضان قبل أن تقل أنت : جاء شهر رمضان !

فأنت تعلم أخي أن رمضان سيأتي سواء كنت غائبا او حاضرا ..

ولكن اخي هلا قلت : لقد عشت حتى أدركت رمضان هذا .. فيا ترى ماذا قدمت من الصالحات في أكثر من شهر كهذا ؟!

أخي : هل سبق لك ان حاسبت نفسك محاسبه صادقه بين يدي كل رمضان مر عليك ؟!
أخي : اترك هذا ! هل سبق لك ان حاسبت نفسك في رمضان واحد يمر عليك ؟!

أخي : ما أظنك نسيت ان تعد ميزانيه شهر رمضان للأكل والشرب !

ولكن اخي قد تكون بسيت إعداد ميزانيه العمل الصالح  والتوبة والمحاسبة والاستغفار والدعاء ! 

أخي : ان ميزانيه تلك الأعمال ان تمتلك ملفا عنوانه ( الرجوع إلى الله تعالى ! ).

أخي : وأول عنوان سيقابلك في هذا الملف : ( حاسب نفسك أولا ! )

فإذا نجحت أخي في ملأ بيانات هذا العنوان , انتقلت إلى عنوان آخر: ( التوبة إلى الله تعالى ) ولن تنجح اخي في ملأ بيانات هذا العنوان إلا اذا قدمت برهانا لصدقك في ملا بيانات العنوان الأول .. لتكون توبتك توبة صادقه ! 

أخي : فحاسب نفسك بين يدي صومك .. ليصفو لك صومك .. ولتكون صائما حقا !

قال الحسن البصري ( رحمه الله ) : ( ان العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه , وكانت المحاسبة من همته )

أخي : كثير أولئك الذين لا يهيئون أنفسهم وهم يستقبلون هذا الشهر المبارك .. فيدخلون فيه وقد تلطخوا بالمعاصي والذنوب ! فلا يؤثر فيهم صيامه ! فيخرجون منه كما دخلوا فيه !

أخي : إن للمعاصي آثار بليغة في قسوة القلوب ! ورمضان شهر التجليات .. وموسم القلوب الرقيقة .. فإذا لم تعد له اخي قلبا رقيقا خاليا من ادران المعاصي فاتتك سفينته فوقفت بالشاطئ وحيدا .. محروما .. تنتظر من ينجيك !

فلتصدق اخي في هذا الشهر مع ربك تعالى .. تجده قريبا منك ..

 أخي .. هل أعددت عزما صادقا لفتح صفحه جديدة ؟!

أخي : إذا كانت لك صفحات من حياتك تلطخت بأدران المعاصي .. فرمضان موسم يمنحك صفحه بيضاء لتملأها بأعمال جديده .. بيضاء .. كبياض تلك الصفحه .

أخي : لاتجعل أيام رمضان كأيامك العاديه ! بل فلتجعلها غرة بيضاء في جبين ايام عمرك ..!

قال جابر بن عبد الله ( رضي الله عنهما ) : ( إذا صمت فليصم سمعك  وبصرك , ولسانك عن الكذب والمحارم  دع أذى الجار وليكن وقار وسكينه يوم صومك , ولا تجعل يوم صومك ويم فطرك سواء ! )

أخي : إذا كنت قبل رمضان كسولا عن شهود الصلوات في المساجد .. فاعقد العزم في رمضان على عماره بيوت الله .. عسى الله تعالى ان يكتب لك توفيقا دائما , فلتلتزم عمارتها حتى الممات .

إذا كنت أخي شحيحا بالمال .. فاجعل رمضان موسم بذل وجود .. فهو شهر الجود والإحسان .. ومضاعفه الحسنات .. وإذا كنت غافلا عن ذكر الله تعالى .. فأجعل رمضان أيام ذكر دعاء وتلاوة لكتاب ربك تعالى .. فهو شهر القرآن ..

أخي : احرص على نظافه صومك .. كحرصك على نظافة ثوبك . فأجتنب اللغو والفحش ورذائل الأخلاق .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس الصيام من الأكل والشرب ! إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد او جهل عليك فقل : إني صائم , اني صائم ) رواه ابن خزيمه والحاكم / صحيح الترغيب 1068 .

فلا تكن أخي من اولئك الذين وصفهم النبي  صلى الله عليه وسلم بقوله : ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ! رب قائم حظه من قيامه السهر ! ) رواه الطبراني / صحيح الترغيب : 1070 .

أخي : ذاك هو الذي يصوم عن الطعام والشراب ولا يصوم  عن الحرام والباطل ! فحاله كما رايت لا ينتفع من صيامه ولا من قيامه !

ان لم يكن في السمع مني تصاون

                              وفي بصري غض وفي منطقي صمت

فحظي اذا من صومي الجوع والظما

                              فإن قلت اني صمت يومي فما صمت

  قال الحسن البصري ( رحمه الله ) : ( إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الى مرضاته , فسبق قوم ففازوا , وتخلف آخرون فخابوا ! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ! ويخسر فيه المبطلون )

أخي : اجعل من صومك مدرسه تهذب فيها نفسك وتعلمها محاسن الأخلاق وتربيها على الفضيله .. حتى إذا انقضى رمضان احسست بالنتيجه الطيبه لصومك .. وكنت من المنتفعين بهذا الشهر المبارك ..

أخي .. هل اعددت نفسك لتكون من المعتوقين من النار؟!

أخي المسلم : تلك هي الغابه التي من اجلها صام الصائمون .. وتنافس المؤمنون .. ( العتق من النيران ! )

أخي : فإن السعيد حقا ! من خرج من صومه مغفورا له .. مكتوبا مع اهل النعيم الدائم ..

أخي : هل حدثت نفسك قبل رمضان بالنجاه من نار الله تعالى ؟!

أخي : هل اعددت نفسك بالتخويف من عذاب الله تعالى ؟!

أخي : هي النار من خوفها عطش الصالحون .. وصبروا لحر الدنيا ! ليدركوا الأمن والظل يوم القيامه ..

أخي : قليل اولئك الذين يهيأون انفسهم فبل رمضان لتستقبل تلك الأيام المباركه راغبه راهبه !

أخي : أرايت اذا رحلت الى قضاء حاجه من حاجاتك فسافرت لها ثلاثين يوما !! وبعد بلوغك نهايه سفرك إذا بك ترجع صفر اليدين من حاجتك ! ليذهب تعبك ونصبك في ادراج الريح ! كيف انت وقتها ؟!

أخي : ذلك هو مثل الصائم لرمضان  غايته ادراك المغفره والنجاه من النار .. فإن لم يدرك هذا  فهو المحروم حقا ......!

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لله عند كل فطر عتقاء )) رواه احمد والطبراني صحيح الترغيب : 987 .

وكان ابن مسعود ( رضي الله عنه ) اذا انقضى رمضان يقول ( من هذا المقبول منا فنهنيه ؟ ومن هذا المحروم منا فنعزيه ! )

أخي احرص على التعرض لنفحات هذا الشهر المبارك .. عسى الله تعالى ان يحعل عاقبتك إل خير .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( افعلوا الخير دهركم تعرضوا لنفحات رحمه الله , فإن لله نفحاتمن رحمته يصيب بها من يشاء من عباده , وسلوا الله ان يستر عوراتكم , أن يؤمن رواتكم )) رواه الطبراني / السلسله الصحيحه : 1890

أخي وأنا أطوي هذه الأوراق , فليسأل الله معي ان يطوي لنا الأيام حتى ندرك رمضان .. وأن يجعلنا من المرحومين بصيامه .

أخي المسلم : هو ( الشهر المبارك ) فلتجعل عدتك له عده كعده الصالحين .. ولتجعل عدتك له دعاء ان تكون من المدركين .. لتجعل عدتك له صدقا يورثك جنان النعيم ..

أخي : رزقني الله وإياك صدق الصائمين .. وإقبال القائمين .. وخصال المتقين .. وحشرني وإياك يوم النشور في زمره المنعمين .. وبلغني وإياك برحمته ورضوانه درجات المقربين ..

حمدا لله تعالى دائما بلا نقصان .. وصلاه وسلاما على النبي صلى الله عليه وسلمص وآله واصحابه واتباعهم بإحسان ....

 

القائمة الرئيسية يافع

 

القائمة الرئيسية عدن

blogger statistics