الحسين بن
الإمام يحيى حميد الدين
الحسين بن الإمام يحيى حميد الدين، عالمٌ له مشاركةٌ في كثير من علوم العربية، وكان يُعد أعلم أولاد الإمام يحيى، إلا انه كان مصابا بداء الشك في وضوئه وغسله.
ولاه
الإمام يحيى إمارة لواء الحديدة خلفا
لأخيه محمد الذي توفي غريقا في البحر
أواخر سنة 1350هـ وما لبث فيها إلا عاماً
فقط إذ عاد إلى صنعاء في
المحرم
سنة 1352هـ فانقطع للعلم، ثم كلفه والدُه
بالسفر إلى بريطانيا سنة 1356هـ 1936م
لينوب عنه في حفل تتويج الملك جورج السادس
فنزل ضيفا على الحكومة البريطانية في فندق
كلاريدج ثم سافر منها الى اليابان ليمثل
والده في افتتاح مسجد طوكيو ، ثم عاد الى
لندن لحضور اجتماعات مؤتمر المائدة
المستديرة لبحث قضية فلسطين بدعوة من
الحكومة البريطانية
وقد عاد
الى اليمن سنة 1358هـ على طائرة صغيرة
خاصة، ويقال : انه لم يعجب لشيئ مما شاهده
خلال رحلته التي دامت عامين من مظاهر
الحضارة الحديثة والتقدم العلمي مثل
اعجابه بخضوع وانحناء اليابانيين لملكهم
الميكادو حينما مروا بقصرة، وتمنى لو يفعل
اليمانيون كما يفعل اليبابانيون .
وقد رافقة في رحلته هذه الشهيد حسين بن
محمد الكْبِسي وعباس بن علي بن إبراهيم
والقاضي علي بن حسين العمري، والشهيدان
أحمد مصلح البرّاق والحاج عزيز يَعْني،
وقد عادوا معه إلا الشهيد الكبسي الذي
تخلف في اليابان بعض الوقت ثم عاد الى مصر
ومنها الى اليمن.
ناب المترجم له عن والده حينما غادر صنعاء
الى حمّام دَْمت سنة 1361هـ للاستشفاء من
أوصاب الروماتزم
مولده في
حصن سعدان بالأهنوم يوم الجمعة 27 رجب سنة
1328هـ، وتوفي قتلاً أمام باب دار السعادة
(قصر الإمام يحيى) في صنعاء بعد ظهر يوم
الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1367هـ وذلك
بعد مقتل أبيه بثلاث ساعات تقريبا ، فقد
دعي من بيته بعد ابلاغه بقتل ابية فجاء
الى دار الشُكْرودخل منه لزيارتة والدته ،
ثم اتجه الى دار السعادة فلم يدخلها ،
واتجه صوب الباب الرئيسي ففتح له ، ووجد
امام الباب من الخارج الرئيس (النقيب)
جمال جميل على رأس عددٍ من كتائب الجيش
لحماية الدار والمنطقة فحاول الحسين إقناع
الرئيس جمال جميل للانفراد به داخل حوض
الدار ليتشاور معه في الأمر فلم يستجب له
لمعرفته أنها خدعة، قائلاً له: اذهب الى
القصر (قصر صنعاء المعروف اليوم بقصر
السلاح) حيث يوجد هناك مجلس الإمامه، فأمر
الحسين العُكْفة (حرس الإمام) باطلاق
الرصاص على جمال جميل فكان أمرُ جمالي
لسريته بإطلاق الرصاص أسرع من أمر الحسين
فأطلقت الرصاص من كلا الجانبين وسقط
الحسين كما سقط بعده المحسن بن الإمام
يحيى الذي كان قد وصل الى المكان هو واخيه
يحيى ويقال: إن القاتل له النقيب محمد
مِلْهي السَّعَيْدي، والله أعلم .
وقد نجا يحيى بن الإمام بسقوطه على الأرض
متظاهراً بانه قد قتل،
ثم قام
وتسلل إلى مبنى وزارة الاقتصاد المقابل
لباب دار السعادة وقد شيع الحسين وأخوة
المحسن في موكب مع جثمان والده والقاضي
عبدالله العمري وسائق السيارة وحفيد
الإمام الى مثواهم الاأخير يوم الخميس 9
ربيع الآخره.
انتهى
منقول من كتاب (هجر العلم ومعاقله في
اليمن) للقاضي اسماعيل بن علي الأكوع
يقول
المؤلف في حاتشية:
* دعاني الاخ عبدالرحمن عبدالصمد ابوطالب
الوزير المفوض لليمن في مصر لمرافقته هو
والقاضي محمد بن عبدالله الشامي نائب
الامام في صنعاء والقاضي محمد بن عبدالله
العمري نائب وزير الخارجية لقضاء يومين في
الاسكندرية فدعانا السيد خطاب محمد خبير
البحار والمنابر المصرية للغداء في نادي
البحرية فذكر انه حث الحسن بن الامام يحيى
على الاسراع في استكشاف النفط في اليمن
فاجاب عليه بقوله لا داعي للاستعدال في
البحث عنه حتى تنضب مصادر النفط في الخليج
العربي والسعودية والعراق ، ثم نسمح
للشركات باكتشافه بعد ان نتحكم في الشروط
التي تعود علينا باكبر فائده من
المستثمرين الاجانب!!
* اخبرني
الاستاذ كمال الحسني سنة 1957م حينما كنت
في مصر بانه اثناء دراسته في بريطانيا قبل
الحرب العالمية الثانية فوجئ بتشنيع
الصحافة البريطانية على الامير الحسين
اثناء وجوده في لندن لانه كان يستعمل
الاحجار للاستجمار ويلقيها في مرحاض جناحه
في فندق كلاريدج حتى انسد فطفح الماء الى
قاعة الجناح فجاء عمال نظافة الفندق
لمعرفة السبب فاحتاروا لوجود احجار في
المرحاض، ولم يعرفوا سر وجودها الا عندما
تبين لهم ان المترجم له قد حمل معه من
اليمن عدداً من الحقائب مملوءه بالاحجار
لهذا الغرض فازالوها من المرحاض وارشدوه
الى ان ورق الحمام الناعم يقوم مقام تلك
الاحجار في ازالة الاوساخ.
* ذكر
الدكتور السيد ابو النجا في كتابة (ذكريات
عاريه ) صفحة 90 طبعة دار الشرق في لبنان
ما يلي: أن سيف الاسلام الحسين (سماه احمد
غلطا) حينما حضر ممثلا لوالده الامام يحيى
مؤتمر المائدة المستديرة لبحث قضية فلسطين
سنة 1938م احتج لان مقعده في القاعة كان
بعد الوفد السعودي الذي كان يراسه الامير
فيصل، فحاول علي ماهر باشا رئيس وفد مصر
ان يشرح لسيف الاسلام الحسين ان ترتيب
جلوس الوفود وضع بحسب ورود الحروف الاولى
لبلادهم ولكنه اي المترجم له لم يقتنع
بهذا فتنازل له الوفد المصري عن مكانه
وحُلّت المشكلة |