في مطلع عام 1941م بدأت المجاعة في عدد من
الوديان الحضرمية، ولم ينتصف عام 1943م إلا وانتشرت المجاعة في
جميع مناطق وادي حضرموت كافة ، وتعد المنطقة الواقعة بين القطن
وقبر نبي الله هود أكثر المناطق تأثراً بالمجاعة وكانت هناك عدّة
أسباب أدّت لظهور المجاعة منها على سبيل المثال : موجة الجفاف الذي
عم حضرموت بسبب انقطاع الإمطار مدة ثلاث سنوات . وانقطاع التحويلات
المالية من مهاجري الحضارمة ، حيث يعيش قطاع كبير من السكان على
هذه التحويلات. فقد انقطعت التحويلات المالية من شرقي إفريقيا
والحبشة والصومال بعد إعلان إيطاليا الحرب على الحلفاء في يونيو
1940م. وانقطعت التحويلات من جنوبي شرقي آسيا بعد اجتياحها من قبل
اليابان من ديسمبر 1941 إلى مارس 1942م
واجه الحضارمة هذه
الظروف الصعبة مواجهة صعبة استمرت بين عامي 1941 – 1945م ،و راح
ضحيتها نحو عشرين ألفا. وتمت مواجهتها على الأصعدة كافة: شعبياً،
ورسمياً من قبل حكومتي حضرموت ومن قبل السلطة البريطانية. ولكن
كانت المبادرة الشعبية هي السباقة، فكان الناس يكفل بعضهم بعضا،
وتشكلت في ساحل حضرموت جمعيات خيرية لمساعدة المتضررين وللحد من
آثار المجاعة "منقول